"فمما عرفته منهم (ع) أن طاعتهم بعد معرفتهم هي مفتاح الأمر وباب الأشياء، وكما أن هذه الطاعة هي الأساس الوحيد الصالح لتنظيم وهداية علاقة الإنسان مع الله والناس والكون، أثبتت لي التجربة والملاحظة أن بهذه الطاعة وحدها تهتدي تطلعات الإنسان وتتوازن نوازعه التي لولا ولايتهم وطاعتهم لتضاربت وطغى بعضها وانخنق بعضها الآخر، فمثلا توجد في الإنسان نزعة فطرية إلى الآخرة ونزعة طبيعية للدنيا، فقد تطغى النزعة للدنيا وتسيطر على النفس، وقد يكون العكس كما ينهجه المتصوفة الصادقون، والولاية الصالحة هي وحدها التي توفق بينهما وتجعلهما متوازنين متعاضدين...''